كيف أستخدم ChatGPT في إنجاز المهام وتوفير الوقت؟ 3 أمثلة مشروحة بالصور

لم أبدأ في استخدام شات جي بي تي (ChatGPT) والتعرّف عليه إلا مطلع عامنا هذا. طيلة الفترة الماضية خلال تصدّره تريند المواضيع التقنية كان تصوّري عنه أنه بوت للمحادثة كأي بوت دعم ومحادثة أصادفه في موقع إلكتروني.

لم أجتهد في معرفة مميزاته ولم أقرأ عنه ولم أهتم أبداً ولا أدري ما السبب. أرى أن العكس هو الأصح. في عصر كهذا من الواجب عليك مواكبة التطورات، وأخذ فكرة عن كل طفرة جديدة حتى لو لم تهمّك حالياً. مجرد المعرفة والاطلاع ورفع الجهل عن نفسك يريحك. فالجهل مخيف!

في هذه التدوينة أشارك معكم تجربتي مع ChatGPT وكيف استخدمته في إنجاز المهام وتوفير الوقت، 3 مهام رئيسية يندرج تحتها عدة مهام فرعية اقتصرت على ذكر بعضها فقط:

1- استخدمت ChatGPT لمساعدتي في الكتابة

الكتابة هي مهنتي الحالية فضلاً عن كونها هوايتي. وتعلمون أن الكتابة مجهدة، تستلزم صفاء الذهن وطول البال. من بين المهام الكتابية التي استعنت فيها بشات جي بي تي:

أ- مساعدتي في كتابة وترجمة المقالات

أريد كتابة تدوينة شخصية كهذه، أو مقالاً مطلوباً في العمل. لدي الفكرة الأولية لكني لا أعرف كيف أبداً، وما الذي سأتحدث عنه، كيف سيكون هيكل المقال؟ ماذا عن العناوين الفرعية؟ لا أدري. أشعر أن رأسي توقف عن التفكير، وفي حالة مزاجية ليست مناسبة، هنا أفكّر في الاستعانة بـ شاتجي (دعوني استخدم هذا اللقب السريع خلال التدوينة حتى لا أضطر في كل مرة لكتابة اسمه بالكامل). 🤷‍♂️

أستعين بشاتجي في تحفيزي وإثارة ذهني وقد شرارة الكتابة. إليك الأمر (Prompt) الذي استخدمته:

أنت كاتب محتوى، تريد كتابة مقال عن [موضوع المقال] تهدف من خلاله إلى [هدف 1، هدف 2، هدف 3]. أعطني هيكل مناسب لمحتوى المقال من عناوين فرعية. ثم اقترح علي 5 عناوين رئيسية متنوعة للمقال.

مهمته في اقتراح العناوين الفرعية وهيكل المقال كانت ممتازة وأعطتني نقطة انطلاق وتحفيز للبدء. أما اقتراحه لعنوان المقال الرئيسي فكانت اقتراحات ضعيفة لكنها لم تكن بهذا السوء أيضاً. يمكنني الاستفادة منها في البناء عليها واستلهام عناوين أفضل.

ب- المراسلة بالإنجليزية

مهاراتي في الكتابة والمراسلة بالإنجليزية ليست جيدة، بإمكاني القراءة بالإنجليزية، والاستماع لمحادثة بالإنجليزية، وترجمة نصوص من الإنجليزية إلى العربية. أما العكس (من العربية للإنجليزية) فهذه مهارة تنقصني رغم احتياجي الشديد لها، حاولت لكن ليس بما يكفي لتعلّمها.

بالمناسبة لو لدى أحدكم تجربة في اكتساب تلك المهارة فضلاً يشاركها في التعليقات 💬 لأستفيد من تجاربكم ويستفيد كل من سيمرّ من هنا.

إليكم 3 أمثلة ومواقف اضطررتُ فيها للمراسلة بالإنجليزية وخانتني مهاراتي، وأنقذني شاتجي:

1- في مرحلة اختياري للمنصة الجديدة التي سأنقل لها نشرة 5/3/2 البريدية وقد كتبت تدوينة عن ذلك. كان من بين الاختيارات منصة BEEHIIV جربتها، وقدمت فيها فأرسلوا لي رسالة طلبوا مجموعة كثيرة من الطلبات يتطلّب بعضها شرحاً يسيراً. فأخبرت شاتجي بما أريد قوله وشرحه بالعربية وطلبت منه ترجمته للإنجليزية، ثم صياغة الترجمة في شكل إيميل مكتوب بلغة رسمية. فأعطاني ترجمة ممتازة لم أعدّل فيها حرفاً، نسختها كما هي وأرسلتها ثم جائني الرد بقبولي في المنصة.

2- واجهت مشكلة مع منصة كورسيرا عندما أردت تغيير اسمي على الشهادة وكان ذلك حسب قوانينهم غير ممكن إن لم يكن مستحيلاً. لم ألتفت لذلك وقررت مراسلة الدعم. لكني أريد التأكد أنني أشرح لهم المشكلة جيداً وأقنعهم بالسبب لتغيير اسمي وحاجتي لذلك. ففعلت نفس ما فعلته في الموقف السابق، استخدمت لغتي الأم في الكتابة ثم طلبت من شاتجي ترجمتها وتحويلها إلى إيميل رسمي، وتواصلت به مع الدعم وتمت عملية تغيير الاسم بنجاح بعد أن كانت شبه مستحيلة.

وهذه فرصة مناسبة لتحية دعم كورسيرا وسرعة ردهم وتجاوبهم. 🤝

3- بعدما وقع اختياري على منصة substack لأنقل نشرة 5/3/2 إليها، استلزمت عملية النقل بعض الخطوات والمهام التحضيرية كان من ضمنها نقل الأعداد المنشورة على منصة هدهد إلى المنصة الجديدة. بحثت ولم أجد طريقة عملية للنقل. فاضطررت لنقل 42 عدد يدوياً وهذا أمر مرهق وشاق وأتعبني، بعد هذا التعب مباشرة تأتيني رسالة من سبستاك بأنهم حظروا حسابي لأن إحدى أنظمة التعقب لديهم اعتبرت ما فعلته إزعاجاً للسلطات أو spam فكان عليّ شرح الموقف بالتفصيل وفك الحظر سريعاً. هذا هو الأمر الذي أعطيته لشاتجي:

حدثت لي مشكلة وسوء فهم وبناءاً عليه تم حذف نشرتي البريدية من على منصة substack وطلبوا مني كتابة تعليق يوضح سوء الفهم حتى أستعيد محتوى نشرتي. سأقص عليك ما أريد إخبارهم به، حلله ثم صغه لي في أسلوب مناسب يقنعهم بوجهة نظري.

فجاءني ردهم كالتالي:

---

2- العصف الذهني

أ- اختيار اسم لعلامة تجارية

جالت برأسي فكرة تقديم محتوى جديد عن كتابة المحتوى وما يتعلق بها من مواضيع، وأردتُ الكتابة تحت اسم مميز يصلح كعلامة تجارية ومشروع مستقل بذاته. فكانت الخطوة الأولى تتمثّل في اختيار اسم معبّر وجذاب ومميز. ولم يكن ذهني حاضراً في ذلك الوقت للتفكير السليم. فاستعنت بشاتجي، والحقيقة أنه أفادني أيما إفادة، وبسببه سجّلت مجموعة أسماء مميزة جداً أعتقد أنني قد أستفيد منها في المستقبل وأبيعها. 😎

في البداية عندما وصفت له المحتوى الذي سأقدمه وطلبت منه اقتراح أسماء مميزة للمشروع كان “يستهبل” اقتراحاته كانت مضحكة. ضغطت عليه وتعاملت معه بقسوة استجاب!.. ثم خطرت لي فكرة مذهلة.

أردتُ أن أساعده أنا وأقدم له يد العون بإعطائه طرف الخيط ثم إفساح المجال له ليبهرني. اقترحت عليه اسم من خيالي ثم طلبت من تقييم الاسم ثم أمرته أن يقترح عليّ أسماء مشابهة على نفس المنوال.

بإمكانك ملاحظة أنه اقترح بعض الأسماء الجيدة، وإن لم تكن جيدة كفاية إلا أنها مدخل ممتاز جداً ونقطة انطلاق أستعين بها في تحفيز خيالي والتفكير في أسماء مشابهة أفضل. وبالفعل بعد عدة محاولات ومحادثة طويلة بيننا توصّلت إلى مجموعة أسماء أراها ممتازة وكلها جذابة وصالحة للاستخدام..

لكنني كنت طماعاً وأردت منه أن ينوب عني في مهمة أخرى كنت أعتقد أنه سيساعدني فيها لكنه خذلني. فأخذت اقتراحاً وسألته السؤال التالي:

زوّدتها شوي صح؟

من الأوامر التي أستخدمتها:

أعطني قائمة بأكثر 10 كلمات مفتاحية في مجال كتابة المحتوى ثم حلل القائمة وبناءاً على تحليلك اقترح عليّ 10 أسماء جذابة للعلامة التجارية.

ب- وضع الخطط

عندما استعنت به في اختيار اسم العلامة التجارية خطر لي فكرة جديدة، لم لا أستعين به في وضع خطة تفصيلية للمشروع، كيف أبدأ فيه؟ وما هي الخطوات بالترتيب لكي أحول المشروع من فكرة إلى واقع؟

ثم طلبت منه أن يشرح لي كل خطوة بالتفصيل كيف أطبقها.

حاولت كذلك الاستعانة به في اختيار شعار مناسب للمشروع لكنه لم يفيدني كثيراً حيث كانت اقتراحاته ضعيفة، أو أنني لم أوفق في إعطاءه المدخلات المناسبة وإيصال الأمر بطريقة يفهمها.

وبالمناسبة هذا صحيح، قد يكون حصولك على نتيجة غير مرضية من شات خطؤك أنت. بناءاً على مقال ممتع قرأته مؤخراً يناقش هذه الفكرة ويطرح الأسباب والحلول. سأرشحه في العدد القادم من النشرة فتأكد من اشتراكك بها.

اشترك في نشرة 5/3/2

---

3- توفير الوقت

هنا عدة مهام متنوعة استعنت فيها بشاتجي لتوفير الوقت والمجهود منها:

أ- تلخيص وترجمة النصوص

هنا أذكر مثالاُ عملياً قد يعرفه متابعو نشرة 5/3/2.. في عدد (خلاصة الخلاصات في تعلّم اللغات) رشحت مفهوم السنة الصفرية. كان الشرح طويلاً وبالإنجليزية، ولم يكن لدي وقت لترجمته ثم تلخيصه. فأعطيت الشرح كاملاً لشاتجي وطلبت منه أن يترجمه للعربية ثم يلخّصه. عدّلتُ عليه ما يلزم واستخدمته في العدد (اذهب مباشرة للاطلاع على الفقرة).

ب- ترتيب الأفكار والنصوص والملاحظات

كان لدي بعض الملاحظات والأفكار التي دوّنتها بعد قراءتي كتاب اصنع وقتاً أكثر من المتاح. لكنها كانت عشوائية تماماً وغير منظمة. ولم يكن لدي وقت لإعادة النظر فيها وترتيبها ففكرت في الاستعانة بشاتجي. 

لاحظ أنني أعتمد على التجربة، تخطر لي الفكرة فأظن أن شاتجي قد يساعدني فيها فأجرّب. لو نجح فهذا جيد، لو لم ينجح فقد عرفت حدود ما يمكنه فعله.

أعطيته النصوص كما هي بعشوائيتها، وطلبت منه هذا الأمر:

هذه ملاحظاتي التي سجلتها بعد قراءتي لكتاب اصنع وقتاً أكثر من المتاح، وأريد منك مساعدتي في تنظيمها وترتيبها وعرضها على هيئة مقال قصير صالح للقراءة [إضافة الملاحظات].

فقط تعديلات بسيطة وكان هذا الشكل النهائي. وفّر لي وقت غير قليل كنت سأستغرقه في تلك المهمة. أدهشني في ترتيبه للأفكار العشوائية. (عمل من الفسيخ شربات حرفياً)

ج- تحضير كلمة للمشاركة في مساحة

يعقد حساب منصة رديف على تويتر كل أسبوع مساحة لصناع المحتوى، أثار انتباهي موضوع مساحة يتحدث عن تبادل المنفعة بين صانعي المحتوى (رابط تسجيل المساحة لمن أراد الاستماع). وأردتُ المشاركة كمتحدث لأول مرة في مساحات تويتر وكسر تلك الرهبة. لكن ما الذي سأتحدث عنه؟ لم أفكر كثيراً. طلبت من شاتجي الأمر التالي:

سأشارك كمتحدث في مساحة على تويتر عنوانها (التبادل المنفعي بين صانعي المحتوى) وسألقي كلمة قصيرة في هذا الموضوع، ساعدني في إعداد وتحضير كلمة مختصرة.

فأتاني بكلمة بمقدمة وعناصر للحديث عنها وخاتمة!

---

ختاماً: كيف أقيّم تجربتي مع ChatGPT؟

جيدة جداً. لا أكتفي بقول جيدة وأبخسه حقه، ولا أبالغ بقول ممتازة لأنها لم تصل لتلك المرحلة بعد. ساعدني كثيراً في مهام بعضها بسيطة لكنها تأخذ مساحة من الوقت يمكن توفيرها، ومهام أخرى شبه معقدة كانت ستحتاج الكثير من الوقت والمجهود، وبمساعدة شاتجي نجح في تقليص الوقت والجهد المطلوب بدرجة معقولة. وهذا بحد ذاته إنجاز.

هل جربت أدوات أخرى؟

مؤخراً نعم، جربت جيميناي (Gemini) ومن بعدها لم أعد لشات مرة أخرى. جيميناي مذهل! ومفيد أكثر. عقدت مقارنة سريعة بينه وبين شات، أعطيتهما نفس المدخلات، شتان بين مخرجات شاتجي ومخرجات جيميناي. الأخير يعطيك ما تريده وزيادة.

قد أخصص له تدوينة منفصلة أعرض فيها أمثلة كيف أستخدمه. إن كان هناك وقت وطاقة.