اضطرابات في الصوت.. واحتمالية تدخّل جراحي!

مضى من خطة الـ 6 شهور نصف المدة، ولو تسألني كيف تسير الأمور أجيبك تسير بشكل متوسط. لا هو جيد كما كنت أخططـ، ولا هو سيء كما كنت أتوقع. فلقد نجحت في دراسة بعض الكورسات التي اخترتها، وإنجاز مشروع كبير خطّطتُ له خلال هذه الفترة ألا هو: مشروع كتيّب خطّط ليومك بفعالية باستخدام تريللو.

وبفضل الله أكثر من 100 شخص حمّلوا الكتيّب، لكن لا أعلم كم عدد من قرأوه. لذا إن قرأتَه أرجو أن تزوّدني بتقييمك للكتيّب ورأيك فيه من خلال هذا النموذج القصير.

في تدوينة سابقة وصلنا إلى أنني كنت أعاني من حساسية على الجيوب الأنفية، والحمد لله بعد الالتزام بالعلاج والأدوية انتهت المشكلة مؤقتاً ولم أعد بحاجة للذهاب للطبيب مرة أخرى لهذا السبب.

لكن.. مع بداية شهر شبتمبر كنت على موعد مع مشكلة أخرى. وحينما أتأمّل في آخر خمس سنوات في حياتي أجد ظاهرة غريبة عجيبة:

في سبتمبر من كل عام لا بد أن يصيبني شيء صحي طارئ تختلف درجة حدته من بسيط إلى خطير.

خذوا مثلاً عام البداية:

سبتمبر 2018: تم تشخيصي بمرض الدَرَن (السل) وقضيت على إثره 60 يوماً في المستشفى. ولقد كتبتُ عن هذه التجربة في المدونة.

سبتمبر 2019: دخلت في فترة ألم في المعدة غير عادي، وتم تشخيصي بجرثومة المعدة.

سبتمبر 2020: دور برد مصحوب بصداع وغثيان وحرارة مرتفعة لازمتُ الفراش لعدة أسابيع.

سبتمبر 2021: آخر يوم في الشهر! ظهور أكياس دهنية في عيني كانت تجبرني على إغلاقها أغلب اليوم ناهيك عن الألم الناتج عنها.

وها نحن الآن في سبتمبر 2022:

استيقظت من نومي وبدأتُ روتيني الصباحي المعتاد إلى أن بدأتُ التحدّث لأكتشف أن صوتي ليس طبيعياً هذا اليوم. توجد بحّة وضعف ملحوظ في الصوت. لا بد أنها المروحة. تشغيلها طوال اليوم أصابني بدور برد. لا بأس.. قد يستمر بضعة أيام ويختفي من تلقاء نفسه. لا داعي للقلق أبداً.

مرّ اليوم تلو اليوم حتى انقضى أسبوع كامل والصوت لم يعد لطبيعته، وكل من أتحدث معه بمجرد أن يسمعني يسأل فوراً: هل لديك مشكلة في صوتك؟

هنا قررتُ الذهاب للطبيب. وهو نفسه طبيب الأنف والأذن والحنجرة الذي تابعتُ معه مشكلة انحراف الحاجز الأنفي.

طلب مني أن أفتح فمي ليعبر بداخله المنظار المزوّد بكاميرا لرؤية أية علامات غريبة. الشاشة على يساري ينظر إليها الطبيب بينما أنا أنظر ناحية الطبيب ولا يمكنني رؤية الشاشة.

أخرج المنظار، صمت قليلاً، قال لي: التفت ناحية الشاشة يجب أن أُريك ما أرى. فعلتُ ما طلب، أدخل هو المنظار مرة أخرى وعيني على الشاشة. رأيتُ كتلة دائرية غريبة صفراء اللون مستقرة أسفل الحنجرة.

ما هذه يا دكتور؟

لا تقلق، قد يكون كيس صديد أو ما شابه. سأكتب لك علاجاً يجب أن تلتزم به يومياً إلى أن أراك الأسبوع القادم.

لم يكن مجرد دور برد إذاً.. على كل حال، داومت على العلاج والمضادات الحيوية التي وصفها لي وذهبتُ إليه ثانيةً.

كرّر الطبيب نفس الخطوات بإدخال المنظار ليرى إن كانت تلك الكتلة تقلّصت نتيجة العلاج أم ما زالت كما هي، بقيت كما هي، أخبرني الطبيب أن العلاج لم يُجدِ نفعاً وقد نضطر لإجراء جراحة.

طلبتُ منه أن نحاول أسبوعاً آخر وأن يصف لي علاجاً إضافياً. وافق!

علاج بلا هدف

وقبل أيام كانت الزيارة الثالثة والتي سيحدد فيها الطبيب هل الأمر يحتاج لتدخّل جراحي أم لا. ذهبتُ على أمل سماع أخبار جيدة. لكن لا تسير الأمور دائماً كما نتمنّى.

بعد الفحص أخبرني الطبيب أن لا بديل عن التدخل الجراحي. العلاج لم يؤثر في الكتلة إطلاقاً وأرى أننا نهدر الكثير من الوقت. قم بإجراء هذه التحاليل في حال قررت إجراء العملية.

وبعدما استوعبت الأمر بدأتُ أسأله، ما طبيعة هذه الكتلة التي لا تستجيب للعلاج؟ هل هناك احتمال أن تكون ورماً؟ تفاجأ الطبيب من السؤال وحاول طمأنتي. أخبرني أنه احتمال وارد وإن بنسبة ضئيلة. وللأسف لن نعرف ماهية هذا الشيء إلا بعد إجراء العملية الجراحية وتحليل عينة منه. لذا إن أردت نصيحتي يجب أن نبدأ إجراءات العملية في أسرع وقت لأن هناك احتمال أن تكبر هذه الكتلة وتسبب مشاكل أكبر وأخطر.

برأيكم هل القرار المناسب يكون بالبدء في الإجراءات، أم التمهّل قليلاً واستشارة طبيب آخر وإن أقرّ التدخل الجراحي فحينها أتحرّك؟

أنا اخترت الخيار الثاني. لأنني – لأصدقكم القول – لا أريد إجراء هذه الجراحة لأسباب عدة.

أريد التأكد أولاً أن هذا هو الخيار الوحيد المتاح.

هل سيكون كذلك؟ أم أن هناك أملاً في تجنّبه؟! أم أنني سأختصر الطريق وأجهّز نفسي للجراحة؟

لم أقرر بعد!

3 رأي حول “اضطرابات في الصوت.. واحتمالية تدخّل جراحي!

  1. ابداع وامتاع..حقيقة عشت معك لحظات وكأني مع اهلك في الانتظار…ذكرتي نفسي ومااجريت من عملية ووالدي رحمه الله ومامر به من امتحانات عصيه وكثير من العمليات. مررنا عندها بنفس الاحجية…مع الم كاد يقطع قلوبنا…ولحظات من الياس كانت تهل ونخشي الاتغادرنا وترحل…لكنها رحلت وانقشعت…وكل الامور تمضي وتعدي…ويبقي ماقلناه وسطرناه ساعتها مسجل لنا او علينا..وغدا نسال عنه حين نمضي….شكرا لهذا السرد والامتاع والاشباع الذي عشناه معك….وطهور اخي انشاء الله

    Liked by 1 person

أضف تعليق