إليزابيث جيلبرت تكتب خطاب إلى الخوف

إليزابيث جيلبرت تكتب خطاب إلى الخوف

أسعد الله أوقاتكم بكل خير، نبدأ على بركة الله أول مقال لنا في هذه المدونة وتعمّدت أن يكون المقال عن الكتب، أكثر شيء أحبه في حياتي.

هذه الأيام أقرأ في كتاب Big Magic للكاتبة إليزابيث جيلبرت، وهو أول كتاب أقرأه باللغة الإنجليزية وذلك لأني منذ شهور قليلة أعمل على تحسين مستواي في اللغة وتحسين جميع المهارات ومنها مهارة القراءة.

انتهيت من بضعة صفحات وأستطيع القول أن الأمر مُرهق لكنه مُمتع في نفس الوقت، على كل حال ليست هذه مقالة للحديث عن تعلم اللغة الإنجليزية ربما نسرد لها حديثاً آخر في مرات قادمة. ولكن أردت أن أشارك معكم جزء مما قرأته واعجبني جداً.

الكاتبة تتحدث في هذا الجزء عن الخوف وكيف نتعامل معه ونتغلب عليه، ظننت أنها ستغدق عليّ بوابل من النصائح والخطوات كما هو الحال دائماً في مثل هكذا مواضيع. ولكنها لم تفعل أياً من ذلك. أوضحت أنها تتعامل مع خوفها بطريقة مختلفة، لا تحاول أن تصدّه أو تمنعه.. بالعكس تسمح لخوفها أن يأخذ وقته بالكامل. تقول -وهذا بالتحديد هو ما أعجبني ودفعني للحديث عن هذا الجزء- أنها حتى أعدّت خطاب مُسبق ورسالة إلى خوفها، تُمليها على نفسها عندما تبدأ في العمل على مشروع كبير أو فصل جديد من حياتها ويصيبها الخوف.

أردت أن أنقل لك الصورة كاملة، لا أريد التعليق على كلامها أكثر من ذلك. من شدة إعجابي بطريقتها في التعامل مع خوفها قمت بترجمة هذا الخطاب بالكامل لإني رأيت فيه دروساً قيّمة أفضل بكثير من عشرات النصائح والخطوات التي نقرأها في المقالات المختلفة. سأضع لك النص باللغة الإنجليزية أولاً، وبعدها ترجمتي المتواضعة له، لست خبيراً في الترجمة ولا أعمل بها ولكن كنوع أيضاً من التدريب على مهارات اللغة لدي. فعذراً إن كانت هناك بعض الأخطاء في الترجمة، وأرجو تقييمها في التعليقات ممن لديهم الخبرة واطلاعي على الأخطاء حتى أتعلم منها.

النص الأصلي باللغة الإنجليزية:

So I don’t try to kill off my fear. I don’t go to war against it. Instead, I make all that space for it.

Heaps of space. Every single day. I’m making space for fear right this moment. I allow my fear to live and breathe and stretch out its legs comfortably. It seems to me that the less I fight my fear, the less it fights back. If I can relax, fear relaxes, too. In fact, I cordially invite fear to come along with me everywhere I go. I even have a welcoming speech prepared for fear, which I deliver right before embarking upon any new project or big adventure.

It goes something like this:

“Dearest Fear: Creativity and I are about to go on a road trip together. I understand you’ll be

joining us, because you always do. I acknowledge that you believe you have an important job to do in my life, and that you take your job seriously. Apparently your job is to induce complete panic

whenever I’m about to do anything interesting—and, may I say, you are superb at your job. So by all means, keep doing your job, if you feel you must. But I will also be doing my job on this road trip, which is to work hard and stay focused. And Creativity will be doing its job, which is to remain

stimulating and inspiring. There’s plenty of room in this vehicle for all of us, so make yourself at

home, but understand this: Creativity and I are the only ones who will be making any decisions along the way. I recognize and respect that you are part of this family, and so I will never exclude you from our activities, but still—your suggestions will never be followed. You’re allowed to have a seat, and you’re allowed to have a voice, but you are not allowed to have a vote. You’re not allowed to touch the road maps; you’re not allowed to suggest detours; you’re not allowed to fiddle with the temperature. Dude, you’re not even allowed to touch the radio. But above all else, my dear old familiar friend, you are absolutely forbidden to drive.”

ترجمتي للنص باللغة العربية:

وأنا لا أحاول أن أقتل خوفي، أنا لا أخوض حرباً ضده. بدلاً من ذلك، أتيح له الكثير من المساحة، أنا أسمح لخوفي أن يعيش ويتنفس ويتمدد كما يحلو له وبكل ارتياح  فكما يبدو لي أنه كلما قلّت مقاومتي لخوفي كلما قلّت مقاومته لي كذلك، وإذا استطعت أن أسترخي بهدوء. سيفعل هو كذلك نفس الأمر. في الحقيقة، أحياناً ما أدعو خوفي بشكل ودي للذهاب معي ومرافقتي في كل مكان. أنا حتى أعددت خطاب ترحيب بالخوف، أقوم بقراءته أمام نفسي قبل شروعي في أي مشروع أو مغامرة كبيرة.

إنه يشبه شيء مثل هذا:

“عزيزي الخوف، أنا والإبداع على وشك الذهاب معاً في رحلة برية، وأتفهم تماماً أنك تريد الانضمام إلينا لأن هذا ما اعتدت أن تفعله دائماً. وأعترف أنك مؤمن بأن لديك وظيفة مهمة تقوم بها في حياتي وتتعامل مع وظيفتك على محمل الجد. ومن الواضح أن وظيفتك تتمثل في إحداث وإثارة ذُعر كامل حينما أكون على وشك القيام بشيء ممتع. ودعني أخبرك أنك ممتاز في وظيفتك هذه، لذا استمر في أدائها إن كان يتوجب عليك ذلك. ولكن اعلم أنني أيضاً سأقوم بأداء وظيفتي خلال هذه الرحلة والتي تتمثل في العمل بجد والبقاء في حالة تركيز دائم، وكذلك سيقوم الإبداع هو الآخر بأداء وظيفته التي تتمثل في البقاء كمصدر للإلهام والتحفيز.

في هذه السيارة التي تقلنا يوجد العديد من الغرف لثلاثتنا، لذا اعتبر نفسك في منزلك. لكن أريدك أن تدرك ما يلي جيداً: أنا والإبداع فقط نحن من سنتخذ ونحدد أي قرارات خلال تلك الرحلة. إنني أعترف وأقر بحقيقة أنك جزء من هذه العائلة لذا لن أقصيك ولن أمنعك من أداء مهامك. لكن ستظل اقتراحاتك غير مسموعة أو مُتبعة.

مسموح لك بالجلوس معنا، مسموح لك كذلك بأن يكون لديك صوت، لكن غير مسموح لك بالتصويت. غير مسموح لك بالعبث في خرائط الطريق، غير مسموح لك باقتراح أي اتجاهات نتخذها. وحتى لمس الراديو غير مسموح به كذلك. وفوق كل ذلك يا صديقي العزيز جداً. أنت ممنوع تماماً وبشكل حاسم من القيادة”

– انتهى.

_____

رأيان حول “إليزابيث جيلبرت تكتب خطاب إلى الخوف

أضف تعليق