تطبيق BeReal مجرد زوبعة أخرى، أم أنه وُجد ليبقى؟

إنها الساعة الحادية عشرة صباحاً، تستيقظ مُتعباً لأنك كالعادة سهرت حتى وقت متأخر من الليل. تُمسك هاتفك لمعرفة الوقت، ثم تتفقّد الإشعارات لتجد من بينها إشعاراً يخبرك بأن الوقت قد حان لالتقاط صورة BeReal الخاصة بك!

لكن.. للتوّ استيقظت من نومي! لم أغسل وجهي من آثار النوم! ملابسي ليست مُهيأة لالتقاط صورة!

مرحباً بك في تطبيق BeReal..


نبذة عن فكرة تطبيق بي ريل BeReal

واجهة تطبيق بي ريل

الفكرة:

كل يوم، وفي وقت عشوائي يُرسل تطبيق BeReal للمستخدمين رسالة تطلب منهم مشاركة صورة لما يفعلونه في مدة قدرها دقيقتين فقط للنشر. لا يُمكن تحرير الصورة ولا التعديل عليها.

الهدف:

بدون فلاتر زائفة، بدون متابعين، فقط مجرد أصدقاء يشاركون بعضهم البعض جانباً من حياتهم الحقيقية.

مكان صريح وممتع للأشخاص لمشاركة حياتهم مع أصدقائهم، نريد أن نجعل الناس يشعرون بالرضا أكثر عن أنفسهم وحياتهم، نريد بديلاً للشبكات الاجتماعية التي تسبّب الإدمان وتغذّي في الأشخاص فكرة المقارنة بين حياتهم وحياة غيرهم.

أعجبتك الفكرة؟ لستَ وحدك.. حوالي 10 مليون شخص أعجبتهم الفكرة ويستخدمون التطبيق حالياً.


ما الذي جعل فكرة تطبيق BeReal تحصد كل هذا الإعجاب والاهتمام؟

1- التقييد الإبداعي للمستخدم

فعل BeReal ما تعلّمناه جميعاً بخصوص إطلاق شبكة تواصل اجتماعي جديدة على مدى العقدين الماضيين: التقييد الإبداعي. فكرة تقييد المستخدم بشيء معين لحثّه على الإبداع. تجد هذا المثال في تويتر مثلاً حيث يقيّد المستخدم بـ 140 حرف فقط في كل تغريدة مما يحثه على الإبداع وتحدّي نفسه.

يفعل تطبيق BeReal الشيء نفسه بتقييد المستخدم بنشر صورة في غضون دقيقتين فقط.

2- الحنين إلى ماضي السوشيال ميديا

ربما أثار تطبيق BeReal في المستخدمين الحنين إلى الماضي، أقصد ذلك الوقت الذي كانت وسائل التواصل فيه في بداياتها وكانت بالفعل وسائل تواصل حقيقية تضم أصدقائك المقربين، عندما كان الفيس بوك مكاناً يجتمع فيه الجميع للنقاش وتبادل الرسائل.

3- تحديثات انستجرام الأخيرة

سبب آخر لانتشار تطبيق BeReal في هذا الوقت بالتحديد تصرفات انستجرام الأخيرة والتحديثات التي أزعجت مستخدميه وبعضهم قرر البحث عن بديل.

السؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن:

هل تطبيق BeReal مجرد زوبعة أخرى، أم أنه وُجد ليبقى؟

كل عام تقريباً تطفو على السطح شبكة اجتماعية جديدة يظن البعض أنها واعدة ويتنبّأ لها بالقضاء على السوشيال ميديا العجوز كالفيس بوك وإخوته، إلا أنها سرعان ما تختفي أو على الأقل تفقد ذلك الزخم الذي كان يحيط بها وتصبح مجرد تطبيق اجتماعي آخر.

يحلو لي التفكير في هذه التطبيقات بمثال لطيف:

تعرف أنت ذلك المطعم الجديد في الحيّ الذي يُعلن افتتاحه ويثير ضجة بين السكان الذين ينبهرون به وبما يقدمه من أكلات وخدمات ويرون فيه تجربة جديدة تستحق الاهتمام. ليكتشفوا بعد مرور عدة أسابيع أنه لم يكن بهذا القدر من الاحترافية التي توقّعوها فيه ويعودون لتناول وجباتهم من ذاك المطعم القديم المفضّل.

إلا إذا انتبه مسؤولو التطبيق لذلك وقرروا إيجاد حلول ليكون التطبيق ليس مجرد زوبعة تأخذ وقتها وتنتهي لكن تشبكة اجتماعية قادرة على المنافسة وتهديد عرش الشبكات الكبرى.

والسر يكمن في: تحسين تجربة المستخدم (UX)


سؤالي لكم: هل حمّلتم التطبيق؟ أم لم تعجبكم فكرته من الأساس؟ شاركوني في التعليقات.

كما أدعوكم للاشتراك في نشرتي البريدية التي أرسلها للمشتركين صباح الإثنين من كل أسبوع.

مصادر:

رأيان حول “تطبيق BeReal مجرد زوبعة أخرى، أم أنه وُجد ليبقى؟

  1. لم أحمله، ولا أرغب في ذلك.
    أحاول التقليل من الوسائل التي أتواجد فيها، وليس إضافة وسيلة جديدة.
    لكن يمكن مستقبلًا إذا كان التطبيق مفيدًا للتسويق الشخصي وكذا وانتشر في العالم العربي، ممكن الانضمام إليه.

    Liked by 1 person

    1. التطبيق حتى الآن بدائي جداً وينقصه الكثير من التطوير، تماماً كما ظهر كلوب هاوس في بداياته وأضيفت الكثير من المميزات تباعاً.

      لكن بالنسبة للتسويق فأعتقد فرص التسويق في التطبيق قليلة.

      Liked by 1 person

أضف تعليق