كيف تعرف أن ما تفعله لا يضيع هباءاً وأنه يلقى مردوداً – ليس شرطاً أن يكون مثالياً بل يكفي أن يكون جيداً – لما تصنعه من محتوى أو أياً كان ما تفعله؟ الجواب: أراء الجمهور.
وكيف تحصل على أراء الجمهور خاصة إن كان العدد كبيراً بالإضافة إلى أنك قد لا تملك وسيلة تواصل معهم؟ الجواب: استخدام أدوات جمع الآراء والتقييمات. وهي ببساطة أدوات تتيح لك إرسال نموذج للجمهور تسألهم فيه عن رأيهم في ما تقدمه لهم لتقف على تفضيلات الجمهور ومعرفة ما يرغبون أو يتوقعونه من محتواك.
في تدوينة اليوم أشارك معك تجربتي في الحصول على أراء المشتركين في نشرة 5/3/2 البريدية التي أديرها وأدعوك للاشترك فيها والانضمام لأكثر من 200 قارئ ومشترك.
أظن حتى العدد رقم 14 من النشرة لم أكن أستخدم أي أدوات لجمع أراء المشتركين، كنت أجهّز الأعداد ثم أنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي وانتهى الأمر. لم تكن تصلني أية ردود أفعال حول النشرة، هل هي مفيدة أم لا؟ هل يستمتع بها المشتركون أم أنهم يرونها مُملة؟ هل أنا أسير على الطريق الصحيح أم أن المجهود الذي أبذله إسبوعياً لتحضير الأعداد هو في الاتجاه الخاطئ؟
أسئلة كثيرة لا يسعني معرفة إجاباتها إلا من المشتركين أنفسهم. لذا قررت أن أطلب منهم أن يمنحوني آراءهم في النشرة، فكانت البداية بإنشاء نموذج (Form) على جوجل بهذا الشكل:
كما ترى، نموذج بسيط وسريع وهذا عن قصد.. أردت أن أجعله سهلاً قدر الإمكان للحفاظ على وقت المشترك فهو غير مُجبر على إخباري برأيه، لذا جعلت النموذج لا يتطلّب تسجيل الدخول في جوجل، أي شخص يصله الرابط يمكنه التعامل مع النموذج مباشرة واختيار الخيار المناسب.
ثم وصعتُ في اعتباري لو أن المشترك لديه الكثير ليقوله سواء من باب حسن نيّة لو أن النشرة أعجبته ويرى أنها مفيدة لكن تنقصها بعض الأمور، أو حتى من باب أنها لم تعجبه إطلاقاً ويريد “فشّ غلّه” ومعاتبتي على تضييع وقته.
وتوكّلت على الحيّ الذي لا يموت وأرفقت رابط التقييم نهاية كل عدد أنشره. وحصلت حتى وقت كتابة هذه السطور على أكثر من 60 تقييم بفضل الله. إليك عينة من التقييمات وأشكر أصحابها جزيل الشكر على إبداء آراءهم التي تساعدني على تطوير النشرة أو حتى مجرد دعوة بالتوفيق كفيلة بتشجيعي على مواصلة الجهود.
يمكنك ملاحظة كم أن تقييمات وأراء الجمهور مهمة فعلاً وتساعدك على فهم احتياجاتهم، فالميم المُضحك مثلاُ يبدو أنه أعجب هذا المشترك، وبالمناسبة: فقرة الميم المُضحك لم تكن موجودة في الأعداد الأولى من النشرة بل أُضيفت بعد فترة طويلة.
رأي آخر بمثابة اقتراح لإضافة قسم خاص بالألعاب، يبدو أن المشترك من الجيمرز الرائعين.. وأنا للأسف لستُ مهتماً بالألعاب بشكل كبير لكن مَن يدري؟ ربما في المستقبل ألبّي رغبة هذا المشترك العزيز وأضيف شيئاً يخص الألعاب.
ولدينا اقتراح آخر يحثّني على التسويق بالعمولة من خلال النشرة وهو اقتراح جيد وممتاز لكن في ذلك التوقيت لم يكن لديّ الكثير من المشتركين وكان سابقاً لأوانه أن أتربّح من النشرة. وحتى الآن لم أتربّح منها شيئاً اللهم إلا صديق عزيز طلب مني مشاركة محتواه في عدد من أعداد النشرة وأبى إلا أن يدفع مبلغاً من المال مقابل ذلك..
ظللتُ أتلقى تقييمات وأراء المشتركين لكنها اقتصرت مؤخراً على الاكتفاء باختيار ما إذا كانت ممتازة/مقبولة. ومن يختار الخيار الثالث (تحتاج إلى تطوير) لم يكن يكتب اقتراحاته للتطوير كي أعمل عليها وأضعها في الحسبان. لذا وجدت الوقت مناسب لتغيير طريقة تلقّي الفيدباك من المشتركين والبحث عن أدوات مخصصة لذلك.
لم أبحث كثيراً إذ أنني شخص يهوى جمع الروابط والاحتفاظ بها وأرشفتها، قبل فترة صادفت أداة مخصصة لجمع الفيدباك من مشتركي النشرة أو زوّار الموقع فاحتفظت بها على أمل الرجوع إليها حينما أحتاجها. وأنا الآن أحتاجها وأجدها بسهولة.
وهذه نصيحة شخصية: اصنع لك أرشيفاً تضع فيه ما يعجبك من روابط وأدوات ومقالات وأي محتوى تعتقد أنه مفيد، والنصيحة الأهم: حاول أن تتبع أسلوباً تنظيمياً من البداية حتى يسهل عليك الرجوع لهذه الأدوات دون تضييع الكثير من الوقت.
نعود لموضوعنا.. وجدت أداة feedletter وتصف نفسها بأنها:
الطريقة الأسهل للحصول على رؤى وتقييمات من جمهورك.
أنشأت حساب على الأداة وأنشأت رابط التقييم لكن أريد اختبار الرابط قبل وضعه في الأعداد وكذلك التأكد من الخطة المجانية. فكما قرأتُ لا يمكنك استخدام رابط موحّد لجميع الأعداد، بل يجب إنشاء نموذج خاص لكل عدد. هذا بالنسبة للنموذج، بالنسبة لرودود المشتركين فالأداة تتيح لك 5 ردود نصيّة. بهذه المميزات في الخطة المجانية وجدتها كافية جداً ومناسبة. لم أكن أدري.
على كلٍ.. نشرت الرابط على حسابي في تويتر وفي مجتمع رديف للمشتركين وطلبت من الزملاء الدخول للرابط وإرسال تقييمات عادية لاختبار فعالية الأداة.
ثم – واختصاراً للحديث – وبعد أن وضعت رابط التقييم في عدد جديد وانتظرت التقييمات، هنا اكتشفت أنني خُدعت!
حسبما فهمت من مميزات النسخة المجانية من الأداة أنهم يوفّرون 5 تقييمات نصية. البديهي هنا أن كل رابط متاح به 5 تقييمات نصية، بعدها يجب الاشتراك في الخدمة المدفوعة. وهذا ما فهمته.
لكن اتضح أن الأداة تتيح 5 تقييمات نصية إجمالاً، الطريف في الموضوع أنني استهلكت التقييمات الخمس أصلاً في فترة الاختبار!
ثم لما وضعت رابط جديد في العدد لظنّي أنني الآن سأحصل على 5 ردود نصيّة من المشتركين. بالفعل جاءتني 5 ردود نصيّة لكن الأداة تخفيها وتُظهر لك رسالة لعينة تطلب منك الاشتراك في الخدمة المدفوعة لكي نتكرّم ونُظهر لك ماذا قال جمهورك في هذه التقييمات!
كان شيئاً مُحزناً أن هناك 5 أشخاص أرسلوا لي أراءهم مكتوبة ولا أستطيع معرفة فحواها. يمكنك التخمين أنني قاطعت الأداة وحذفت رابط التقييم من العدد كي لا تصلني أية تقييمات نصية أخرى ولا أستطيع قراءتها فتزداد حسرتي.
ما العمل؟ هل أعود إلى نموذج جوجل وأنا أجرّ أذيال الخيبة أم أبحث عن بديل لهذه الأداة المميزة (لن أنكر) لكنها تريدني أن أشخلل جيوبي؟ قررت عدم الاستسلام وبدأت البحث عن أدوات لجمع التقييمات، وجدت الكثير لكنني قررت تجربة هذه الأداة.
واختصاراُ مرة ثانية وأخيرة للتفاصيل غير المهمة، بعدما تعرّفت على مميزات الأداة وخطتها المجانية بصقت على أداة فيدليتر لأنني وجدت بديل ممتاز ومناسب لها وجاري تجربته واختباره بداية من العدد القادم. لمَ لا تشترك في النشرة وتختبر رابط التقييم بنفسك بعد أن تقرأ العدد وتخبرني برأيك؟
دمتم بخير.
الريفيوهانجي 
رأي واحد حول “تجربتي في الحصول على تقييمات وآراء المشتركين في النشرة البريدية”