أشهدُ أنّي عِشت، أولاد العم يقاتلون المطاريد

من زمان يا صلاح يابني من يجي 70 سنة جماعة مطاريد ملهمش أهل ولا بيت اتهجّموا ع بيت عمّك بحجة إنهم أصحاب البيت.. المهم عمّك قالهم أنا معايا ورق وعقود تثبت إن البيت دا مِلكي أنا وولادي وهرفع عليكم قضية.

نسيت أقولك يابني إن المطاريد دول معاهم سُلطة ومسنودين من الناس اللي فوق، عشان كدا القانون مقدرش عليهم وقال لعمّك بالبلدي كدا إن من مصلحته يتنازل عن القضية ويقسم البيت نصين.. نص ليه ونص للمطاريد ويتقي شرهم أحسن له.

طبعا عمّك رفض الكلام دا تماماً وقرر إنه يكلم أعمامك الباقيين إنهم يتحدوا مع بعض ويطلعوا المطاريد من البيت.

بس للأسف يابني..

أعمامك خذلوا أخوهم أشد الخذلان، محدش فيهم وقف جمبه.. قالوله حاول تعيش معاهم فـ سلام وتتقبل الوضع، يا إما تسيب لهم البيت وتشوفلك مكان غيره.. منتش قاعد فـ الجنة يعني!

قالهم البيت دا أرضي ووطني.. اتولدت فيه وعشت فيه وهموت فيه، دي حاجة إنتو متفهموش فيها!

عمّك اكتشف إنه لازم يواجه المطاريد لوحده بعد ما إخواته اللي من لحمه ودمه اتخلوا عنه وأثبتوا إنه الدم ممكن يبقى ماية عادي..

وقف هو وولاده اللي قالوله إحنا معاك.. مش هنسيب البيت اللي اتربينا فيه ومش هنفرط فـ حقنا ونسيب المطاريد دول ياكلوا من خيرنا.

وفي ليلة، عمّك وأولاده قرروا يطلعوا المطاريد من البيت بالقوة.. حاولوا بس مقدروش عليهم.

المطاريد شاطوا.. مسكوا عمّك ضربوه واغتصبوا مراته وقتلوا كل ولاده ما عدا واحد بس.. مهما يعذبوا فيه مبيموتش.. فسابوه

– طب وأعمامي فين من دا كله؟!

* هااه.. أعمامك يابني عمّالين يعضّوا في بعض وبيتآمروا ع بعض.

– فين عمي مصري؟!

* عمك مصري دا يابني راجل طماع وظالم، معيش ولاده في جوع وفقر رغم إنه معاه فلوس والبيت مليان خيرات.

حتى الأرض اللي ولاده تعبوا فيها وزرعوها باعها هو ع الجاهز ولما سألوه قالهم أصلي عندي عقدة مع البلح.

باع الأرض وأخد فلوسها وبدل ما يصرفها ع ولاده الشقيانين الغلابة، صرفها ع نفسه وشلته الفاسدة.

كل يوم يذل فيهم ومستكتر عليهم اللقمة.

دا غير إنه كان مفتري.. كانت عادة عنده كل خميس لازم يصبحهم ويمسيهم بعلقة ويسمعهم أخبار تسم بدنهم وتنكد عليهم!

– لا حول ولا قوة إلا بالله.. طب وعمي سعودي؟؟

* عمك سعودي دا بقى حكايته حكاية.. الراجل بعد ما كان بتاع ربنا والسبحة مبتفارقش إيده، بقى الكاس هو اللي مبيفارقش إيده.

من ساعة ما ورث والفلوس عمت قلبه وبصيرته.

إشي حفلات وإشي سينمات وسهرات وحاله اتشقلب!

– عمي تركي؟؟!

* لا دا متعرفلوش وجهة ولا قبلة

مرة تلاقيه عمال يدافع عن عمك ويشتم في المطاريد

وبعدها تلاقيه قاعد مع واحد من المطاريد

بيغير جلده كتير أصله..

وبقية أعمامك كدا يابني كلهم نفس الطينة نفس الحال

عاملين نفسهم مش واخدين بالهم

خد الكبيرة بقى

– هو فيه أكبر من كدا؟

* أعمامك طلعوا ع علاقة بالمطاريد وفيه بينهم مصالح مشتركة، وعشان كدا رفضوا يقفوا مع عمك.

المطاريد إيديهم طايلة وليهم علاقات كتيرة، هددوا أعمامك وأمروهم إنهم ميقفوش مع عمك وإلا هيعيشوهم في ذل!

أعمامك قالولهم بس يعني كدا الناس هتاكل وشنا برضه لما نسيب أخونا كدا.

المطاريد قالولهم سهلة، إنتو احفظولكم كلمتين كدا تطلعوا تقولوهم للناس إنكم مع أخوكم ورافضين اللي بيحصله دا ومفيش مانع تعملوا اجتماع كل شهر ويكأنكم بتدافعوا عن أخوكم وإحنا هنصقف لكم ونعمل نفسنا مش واخدين بالنا!

وفعلا يابني، أعمامك بقوا يجتمعوا كل فترة ويعلنوا إنهم واقفين مع قضية أخوهم وبيدافعوا عنها 

لكن من تحت الترابيزة هما بيلحسوا جزم المطاريد..

– طب وابن عمي، فين دلوقت؟!

* أهو ابن عمك دا بقى يا صلاح يابني أرجل واحد في العيلة الوسخة دي.

واقف في البيت بطوله.. معكنن ع المطاريد عيشتهم.

كل يوم يشتم فيهم.. ويحدفهم بالطوب

وهما مش قادرين عليه..

مهما يعذبوا فيه ويسجنوه ويضربوه يرجع أقوى من الأول ويقف ع رجله من تاني 

عاملهم ذعر وخرم في نافوخهم

لا عارفين يقتلوه ولا عارفين يسكتوه

عامل زي الشوكة في حلقهم وهو نقطة ضعفهم اللي مش قادرين عليها لحد دلوقت.

أنا واثق إن الولد ده هو اللي هيرمي المطاريد زي الكلاب بره البيت السنين الجاية.. بس يا مين يعيش لحد ما يشوف اللحظة دي!

14/5/2018 ..

* تم نشر هذه القصة لأول مرة على حسابي على الفيس بوك في عام 2018 وأعدتُ نشرها على خلفية الأحداث الجارية في فلسطين..

أضف تعليق